{ غير المغضوب عليهم ولا الضالين } الفاتحة_6
أسباب الخروج عن الصراط المستقيم :
إما الجهل
أو العناد
والذين سببُ خروجهم العناد؛ هم المغضوب عليهم ، وعلى رأسهم اليهود .علموا بالحق ولم يعملوا به
والآخرون الذين سبب خروجهم الجهل؛ كل من لا يعلم الحق ،. وعلى رأسهم النصارى، فيعملون ولكن بلا علم وهذا بالنسبة لحالهم قبل البعثة . أعني النصارى؛ أما بعد البعثة فقد علموا الحق، وخالفوه؛ فصاروا هم، واليهود سواءً . كلهم مغضوب عليهم..
من فوائد الآيه : بلاغة القرآن، حيث جاء التعبير عن المغضوب عليهم باسم المفعول الدال على أن الغضب عليهم حاصل من الله تعالى، وملائكته يغضبون على من غضب الله عليه. وانبياءه ورسله وأولياءه واحبابه .... يغضبون لغضبه سبحانه .
بينما في النعمة ، اضاف النعمة اليه وحده فقط فقال : ((صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ )) وما قال صراط الذين اُنعم عليهم .
ومنها: أنه يقدم الأشد، فالأشد؛ لأنه تعالى قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه . بخلاف المخالف عن جهل..
وأخيراً
لاحظ معي جماليات جميلة في الفاتحة الدعاء ماهو مقدمته ؟
مقدمته الثناء. فالانسان اذا دعا ربه استحب له تأدباً ان يبدأ اولا بالثناء على الله تعالى وحمده ثم سؤال الحاجة لاحظ ان الفاتحة بدأت بالتمجيد والثناء عندما قال : ((الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) حمدني عبدي ((الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ )) أثنى عليّ عبدي ((مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ )) مجدني عبدي
ثم بعد ذلك دخلنا في الدعاء آخر كلمة تقولها آمين . آمين لها طعمها
ماذا يحدث اذا قلنا آمين
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا قالَ الإمامُ : { غَيْرِ المَغْضوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالّينَ } فقُولُوا : آمين ، فإنّ الملائكةَ تقول : آمينَ ، وإن الإمامَ يقولُ : آمين ،فمن وافق تأمينهُ تأمينَ الملائكةِ غُفِرَ لهُ ما تقدم من ذنبه .
وآمين تعني اللهم استجب فاذا قلتها قلها وانت تستشعر حاجتها لا يراك الله تقولها وانت مستغنٍ غير مهتم ,آمين مهمة والله ليست هينة هذا الصراط المستقيم امر عظيم يوم القيامة
فتخرج آمين من قلبك بصدق غير غافل حتى يستجاب لك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ ادعوا اللَّهَ وأنتُم موقِنونَ بالإجابَةِ، واعلَموا أنَّ اللَّهَ لا يستجيبُ دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ
"رواه الترمذي
وعلى كل حال السورة هذه عظيمة؛ ولا يمكن لأحد من البشر أن يحيط بمعانيها العظيمة؛ لكن هذا قطرة من بحر؛ ومن أراد التوسع في ذلك فعليه بكتاب "مدارج السالكين" لابن القيم رحمه الله..
وختاماً أسأل الله أن يجعل ما كتبنا صواباً وأن يغفر لنا خطئنا وزللنا وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
التعبيراتالتعبيرات