لماذا التوبة؟
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب, شديد العقاب, الفاتح للمستغفرين الأبواب والميسر للتائبين الأسباب, والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كلنا ذوو خطأ:
كلنا مذنبون... كلنا مخطؤون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى, تراقب الله مرة وتسيطر علينا الغفلة أخرى...
لا نخلو من المعصية ولابد أن يقع منا الخطأ؛ فلست أنا وأنت بمعصومين؛ «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» [رواه الترمذي وحسنه الاألباني].
ولكن... ما التوبة؟
التوبة هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهرًا أو باطنًا، إلى مايحبه الله ظاهرًا و باطنًا... هي اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان...
هي الهداية الواقية من اليأس والقنوط, هي الينبوع الفياض لكل خير وسعادة في الدنيا والآخرة...
هي ملاك الأمر ومبعث الحياة ومناط الفلاح.. هي أول المنازل وأوسطها وآخرها, هي بداية العبد ونهايته...
هي ترك الذنب مخافة الله واستشعار قبحه, والندم على فعله, والعزيمه على عدم العودة اليه إذا قدر.. هي شعور بالندم على ما وقع وتوجه إلى الله فيما بقي, وكف عن الذنب...
ولماذا نـتـوب؟
قد يسأل سائل: لماذا أترك المعصية وأنا أجد فيها متعتي؟!...
لماذا أدع مشاهدة الأفلام وسماع الأغاني وفيها راحتي؟!...
ولماذا أمتنع عن المعاكسات الهاتفية وفيها بغيتي؟!..
ولماذا أتخلى عن النظر إلى الحرام وفيه سعادتي؟!..
لماذا أتقيد بالصلاة والصيام وأنا لا أحب التقيد والارتباط؟!... ولماذا ولماذا ...
أليس ينبغي على الإنسان فعل ما يسعده ويريحه ويجد فيه سعادته؟!؛ فالذي يسعدني هو ما تسميه معصية.. فـلـمَ أتوب؟!
وقبل أن أجيبك على سؤالك أخي الحبيب.. لابد أن تعلم أنني ما أردت إلا سعادتك, وما تمنيت إلا راحتك، وماقصدت إلا الخير لك في الدارين....
والآن أجيب عن السؤال وأقول... لأن التوبة:
1- طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى؛ فهو الذي أمر بها فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} [سورة التحريم: 8]، وأمر الله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة.
2- سبب لفلاحك في الدنيا والآخرة, قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور: 31]؛ فالقلب لايصلح ولا يفلح ولا يتلذذ, ولايسر ولا يطمئن, ولايطيب إلا بعبادة ربه والانابة إليه.
3- سبب لمحبة الله تعالى لك؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [سورة البقرة: 222]، وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه؟!
4- سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار قال تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴿٥٩﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} [سوة مريم: 60-59]، وهل هناك مطلب للإنسان يسعى من أجله إلا الجنة؟!
5- سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين؛ قال تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [سورة يونس: 25]. وقال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿١٠﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿١١﴾ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [سورة نوح: 10-12].
6- سبب لتكفير سيئاتك وتبديلها إلى الحسنات, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [التحريم: 8].. وقال سبحانه: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [سورة الفرقان: 70].
أخي الـمـسـلـم... أختي الـمـسـلـمـة...
ألا تستحق تلك الفضائل -وغيرها كثير- أن نتوب من أجلها؟!
لماذا نبخل على أنفسنا بما فيه سعادتها؟!.. لماذا نظلمها بمعصية الله ونحرمها من الفوز برضاه؟!.... جدير بنا أن نبادر لإلى ما هذا فضله وتلك ثمرتة
قدم لنفسك توبة مرجوة *** قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غلق النفوس فإنها *** ذخر وغنم للمنيب المحسن
موقع وذكر الإسلامي ..بتصرف
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب, شديد العقاب, الفاتح للمستغفرين الأبواب والميسر للتائبين الأسباب, والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كلنا ذوو خطأ:
كلنا مذنبون... كلنا مخطؤون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى, تراقب الله مرة وتسيطر علينا الغفلة أخرى...
لا نخلو من المعصية ولابد أن يقع منا الخطأ؛ فلست أنا وأنت بمعصومين؛ «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» [رواه الترمذي وحسنه الاألباني].
ولكن... ما التوبة؟
التوبة هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهرًا أو باطنًا، إلى مايحبه الله ظاهرًا و باطنًا... هي اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان...
هي الهداية الواقية من اليأس والقنوط, هي الينبوع الفياض لكل خير وسعادة في الدنيا والآخرة...
هي ملاك الأمر ومبعث الحياة ومناط الفلاح.. هي أول المنازل وأوسطها وآخرها, هي بداية العبد ونهايته...
هي ترك الذنب مخافة الله واستشعار قبحه, والندم على فعله, والعزيمه على عدم العودة اليه إذا قدر.. هي شعور بالندم على ما وقع وتوجه إلى الله فيما بقي, وكف عن الذنب...
ولماذا نـتـوب؟
قد يسأل سائل: لماذا أترك المعصية وأنا أجد فيها متعتي؟!...
لماذا أدع مشاهدة الأفلام وسماع الأغاني وفيها راحتي؟!...
ولماذا أمتنع عن المعاكسات الهاتفية وفيها بغيتي؟!..
ولماذا أتخلى عن النظر إلى الحرام وفيه سعادتي؟!..
لماذا أتقيد بالصلاة والصيام وأنا لا أحب التقيد والارتباط؟!... ولماذا ولماذا ...
أليس ينبغي على الإنسان فعل ما يسعده ويريحه ويجد فيه سعادته؟!؛ فالذي يسعدني هو ما تسميه معصية.. فـلـمَ أتوب؟!
وقبل أن أجيبك على سؤالك أخي الحبيب.. لابد أن تعلم أنني ما أردت إلا سعادتك, وما تمنيت إلا راحتك، وماقصدت إلا الخير لك في الدارين....
والآن أجيب عن السؤال وأقول... لأن التوبة:
1- طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى؛ فهو الذي أمر بها فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا} [سورة التحريم: 8]، وأمر الله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة.
2- سبب لفلاحك في الدنيا والآخرة, قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور: 31]؛ فالقلب لايصلح ولا يفلح ولا يتلذذ, ولايسر ولا يطمئن, ولايطيب إلا بعبادة ربه والانابة إليه.
3- سبب لمحبة الله تعالى لك؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [سورة البقرة: 222]، وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه؟!
4- سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار قال تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴿٥٩﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} [سوة مريم: 60-59]، وهل هناك مطلب للإنسان يسعى من أجله إلا الجنة؟!
5- سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين؛ قال تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [سورة يونس: 25]. وقال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿١٠﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿١١﴾ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [سورة نوح: 10-12].
6- سبب لتكفير سيئاتك وتبديلها إلى الحسنات, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [التحريم: 8].. وقال سبحانه: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [سورة الفرقان: 70].
أخي الـمـسـلـم... أختي الـمـسـلـمـة...
ألا تستحق تلك الفضائل -وغيرها كثير- أن نتوب من أجلها؟!
لماذا نبخل على أنفسنا بما فيه سعادتها؟!.. لماذا نظلمها بمعصية الله ونحرمها من الفوز برضاه؟!.... جدير بنا أن نبادر لإلى ما هذا فضله وتلك ثمرتة
قدم لنفسك توبة مرجوة *** قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غلق النفوس فإنها *** ذخر وغنم للمنيب المحسن
موقع وذكر الإسلامي ..بتصرف
2 تعليقات
أقبل رجل إلى إبراهيم بن أدهم .. فقال : يا شيخ .. إن نفسي .. تدفعني إلى المعاصي .. فعظني موعظة!فقال له إبراهيم : إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه .. ولا بأس عليك .. <<< ولكن لي إليك خمسة شروط >>> قال الرجل : هاتها! ... قال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه!!!!فقال الرجل : سبحان الله ..كيف أختفي عنه ..وهو لا تخفى عليه خافية! فقال إبراهيم : سبحان الله .. أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك .. فسكت الرجل .. ثم قال : زدني!!! فقال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تعصه فوق أرضه... فقال الرجل : سبحان الله ... وأين أذهب ... وكل ما في الكون له! فقال إبراهيم : أما تستحي أن تعصي الله .. وتسكن فوق أرضه ؟؟؟قال الرجل : زدني! فقال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تأكل من رزقه فقال الرجل : سبحان الله .. وكيف أعيش .. وكل النعم من عنده!!! فقال إبراهيم : أما تستحي أن تعصي الله .. وهو يطعمك ويسقيك .. ويحفظ عليك قوتك ؟؟؟قال الرجل : زدني! فقال إبراهيم : فإذا عصيت الله .. ثم جاءتك الملائكة لتسوقك إلى النار .. فلا تذهب معهم!!! فقال الرجل : سبحان الله .... وهل لي قوة عليهم .... إنما يسوقونني سوقاً!!!!!فقال إبراهيم : فإذا قرأت ذنوبك في صحيفتك .. فأنكر أن تكون فعلتها! فقال الرجل : سبحان الله .. فأين الكرام الكاتبون ... والملائكة الحافظون .. والشهود الناطقون ثم بكى الرجل .. ومضى .. وهو يقول : أين الكرام الكاتبون .. والملائكة الحافظون .. والشهود الناطقون!!!!! لحظة من فضلك!؟في اللحظات القليلة التي قرأت فيهاقد مات الكثير من الناس!! وللأسف منهم من مات على معصية والعياذ بالله!!!! <<>>ان الشخص الذي مات قبل لحظة!!!قد ظن مثل ظنك و قال لنفسه.....!))عندي وقت!!!!!(( ((ولن يؤخر الله نفسا اذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون))لن يؤخر!!!فلا تؤخر توبتك اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
اللهم تب علينا توبة نصوحا ترضيك عنا
التعبيراتالتعبيرات